شهدت العاصمة الموريتانية فجر اليوم الجمعة 10-10-2008 مواجهات عنيفة بين مئات الأشخاص من قبيلتين متصارعتين على قطعة ارضية انتهت باحراق بعض المنازل والسيارات واصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة دون أن تتدخل قوات الأمن أو الجيش لنزع فتيل التوتر الذى استمر الى ساعات الصباح الأولى وسط مخاوف من تجدده فى وقت لاحق.
وقال مندوب وكالة أنباء الأخبار المستقلة إن نزاعا نشب بين أسرتين تطور الى عراك بالأيدى بين مجموعة من النسوة قبل ليلتين ليتحول فى وقت لاحق إلى مواجهات قبلية استنفر لأجلها المئات من أنصار الطرفين، واندلعت مواجهات عنيفة بينهما فى حدود الساعة الثانية فجرا لتنتهى باحراق منازل احدى الأسر بكافة محتوياتها وتشريد العائلات وجرح بعض النسوة والشبان بفعل اضرام احدى المجمواعات المتنازعة النار عمدا فى منازل الفريق الآخر مستخدمين البنزين بعد طرد الأسر من مساكنها تحت وقع الضرب بالحجارة والعصى من عدة اتجاهات.
المصحف وهو محترق أثناء اشتعال اللهيب داخل احد البيوت
ويقول مندوب وكالة أنباء الأخبار المستقلة إن أسرة تدعى "أهل حمود" من منطقة أترارزة كانت تقطن بحى "بوحديده" قرب المنطقة العسكرية السادسة دخلت فى صراع منذ أسابيع مع أسرة تدعى "......." من نفس المنطقة بعد اقدام الحاكم الجديد بالمقاطعة على منح الأسرة الأخيرة قطعة أرضية قال الجيران إنها مملوكة من قبل "أهل حمود" منذ فترة وهو ما أشعل فتيل المواجهة.
عريش قد اشعلت فيه النار فتهاوت اعمته وسقفه
ويقول الجيران إن حاكم المقاطعة أمر الأسرة الجديدة ببناء مساكن فى القطعة الأرضية من أجل حسم النزاع ،غير أن بعض المناوشات التى حدثت عرقلت البناء وأنتهت بسجن سيدة واحدة على الأقل أمس الخميس 9-10-2008 من أقارب "أهل حمود" أفرج عنها بعد انهيارها المفاجئ اثر وعكة صحية المت بها داخل مفوضية الشرطة رقم (1) التى يديرها المفوض دامس ولد لكبيد وهو ما عزز المخاوف من اندلاع مواجهات جديدة بين الأسرتين.
ومع غروب شمس الخميس بدأت الإستعدادات فى الحى لمواجهة مفتوحة وقال شهود عيان إنهم شاهدوا سيارات رباعية الدفع تنقل عشرات الشبان وبعض الفتيات صغيرات السن الى منازل مجاورة ،كما عمدة بعض الغاضبين الى جمع العصى والحجارة فى انتظار انتهاء الدوام الرسمى ودخول الإدارة المحلية فى عطلة نهاية الأسبوع التى تبدأ فى موريتانيا كل خميس.
سيارة اشتراها صاحبها بالنهار فأضرمت فيها النار بالليل
ويقول مندوب وكالة أنباء الأخبار إن الجيران أبلغوا الشرطة بالأمر فى حدود الساعة التاسعة من ليل الخميس 9-10-2008 غير أن ضابط المداومة أبلغ الأطراف بأنه بات منزعجا من نزاع لايراد لأطرافه أن تتوصل الى حل متعذرا بغياب أغلب عناصر المفوضية المكلفة ببسط الأمن فى المقاطعة وهو مادفع الجيران الى الاتصال بعناصر من الحرس المرابطين عند حاكم المقاطعة والمجاور لمحل النزاع (30 متر شمال مكان المواجهات) وعناصر من دورية الدرك المتمركزة فى "دار الكتاب" قرب البلدية (40 متر شمال مكان المواجهات) من أجل الترحك لإحتواء التوتر غير أن جهود الجميع باءت بالفشل.
ومع ساعات الصباح الأولى وتحديدا الساعة الثانية فجرا بدأت الإشتباكات وتواجه الطرفان بالعصى والحجارة وسمع أصوات أطفال وهم يبكون أثناء الإشتباكات بعدما أشتدت المواجهة بين الطرفين فى حدود الساعة الثانية والنصف فجرا بتوقيت أغرينتش.
وقد فر أفراد أسرة " أهل حمود" وغالبيتهم من النساء بعد وصول تعزيزات أخرى لصالح الطرف الدى يصفونه بالصائل مما أثار فوضى داخل الحى الهادئ وسط العاصمة نواكشوط والواقع على بعد أمتار قليلة (50 متر) من مقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة التى تعتبر أكبر قاعدة عسكرية بنواكشوط من حيث الجنود والذخيرة .
باب المنزل الذي احترف سقفه وأمامه تلفاز مكسر
وقد قام عناص المجموعة الأخرى باحراق سبعة منازل على الأقل بما فيها من متاع ،كما قاموا بتهشيم الزجاج الأمامى لسيارة رباعية الدفع لأحد أقارب الأسرة قبل أن يشعلوا النيران فيها لتحترق بالكامل.ورابط عشرات الشبان عند المنازل وهم يرددون هتافات حماسية على وقع الزغاريد التى أطلقها نساء الطرف "المنتصر" فى المواجهة لحين احتراق المنازل بالكامل وهو ماتم فى حدود الساعة الرابعة والنصف من فجر اليوم الجمعة للتدخل سيارة من الشرطة تحمل ستة عناصر من دون سلاح أو مسيلات دموع ، وسيارة اطفاء واحدة ارسلتها الحماية المدنية من مقرها بمقاطعة لكصر أكتفى أفرادها باحصاء المنازل المستهدفة قبل العودة الى مكان الحماية المدنية.
ويقول مندوب "الأخبار" إن عناصر الشرطة صدموا بالواقعة وقال أحد وكلاء الشرطة فى حديث غير رسمى مع "الأخبار" إن ماحصل يشكل انتكاسة للدولة الموريتانية ،لقد كادت المواجهات تسفر عن مأساة دون أن يتدخل أحد. وأضاف"لايمكننا توقيف أى شخص أو متابعة المتورطين فى أعمال الشغب فى انتظار قرار المفوض فهو وحده من يحق له تقدير الأشخاص المتورطين وهو ماقد يتطلب الانتظار الى يوم الأحد القادم بداية الدوام الرسمى فى البلاد".
وأكد أفراد من أسرة أهل حمود أنهم لايشكلون طرفا في النزاع، وإنما تم الاعتداء عليهم في وقت متأخر من الليل من قبل آخرين حرقوا منازلهم وامتعتهم وعاثوا في ممتلكاتهم فسادا، وقد تمت إصابة العديد من أفرادهم بجروح وإصابات بالغة تم نقلهم على إثرها إلى المستشفى، وفيما يلي قائمة بأسماء المصابين:
- أحمد ولد ابراهيم مصاب بجروح
- المختار ولد ابراهيم
- مريم بنت ابراهيم مصابة في الظهر
- آسية بنت مس أصيبت بكسور
- سيديا ولد احمد جرح في الفخذ
- افاتوا بنت احمد أصيبت في الرأس
- عبد الله ولد ابراهيم أصيب بجروح طفيفة ولم يذهب إلى المسشتفى
- الزهرة بنت ميلود
samedi 11 octobre 2008
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire